خمسة مدنيين دروز، فقدوا على طريق دمشق-السويداء عند قصر المؤتمرات في حادثة تطرح أكثر من علامة استفهام حول جدوى الإجراءات الأمنية المعلنة. المفقودون جميعهم من العاملين في لبنان وفقد الاتصال بهم بالتزامن، فيما كانت السلطات تتباهى قبل أيام فقط بإعادة فتح الطريق.
يشير الواقع بوضوح إلى فجوة أمنية فاضحة: حواجز في مناطق عشائر البدو وخربة الورد وخربة الشياب لم تمنع سيناريو الاختفاء، فما جدوى الخطط الأمنية والتدابير المعلنة؟
تحاول السلطات السورية تغطية الصورة بتأكيد عودة تدريجية لحركة السيارات المدنية، واستمرار مرور الشاحنات وصهاريج المحروقات. لكن الأزمة الحقيقية تتجلى في خلل توزيع المحروقات وارتفاع الأسعار نتيجة استغلال النفوذ، ما يعكس عدم قدرة الإدارة على ضبط عناصر أساسية تهدد مباشرة حياة المواطنين.
خطف أو احتجاز على خلفية التوتر المستمر في أعقاب ما شهدته السويداء من أحداث دامية في تموز الماضي؟ هذا الحادث ليش عابراً بل مرآة لصراع السلطة مع الفوضىن حيث تتحول الطرق الحيوية إلى مسرح لغياب القانون والمواطنون إلى ضحايا إخفاقات الدولة.